كتبه: محمود جبر
الإرهاب فى المسيحيه
قُتل 30% من سكان المانيا و إنخفض تعداد الذكور إلى النصف تقريبا , و إنخفض عدد سكان الأراضى التشيكيه بمقدار الثلث , دمرت 2000 قلعة بسكانها و 18000 قرية و 1500 مدينة المانيه آى ثلث عدد جميع المدن الألمانيه و ابيد فى هذه الحرب سته مليون و نصف المانى من أصل عشرين مليون
أنا هنا لا أتكلم عن مجرد حرب سياسية إنما فتنة طائفية أدت لحرب دامية بين الكاثوليك و البروتستات (بنهم فيهم) استمرت ثلاثون عام تسمى (بحرب الثلاثين 1618 ~ 1648) .
وهى مجرد فتنة طائفية عابرة من العديد من الفتن التى عصفت بأوربا بإسم المسيحيه منذ أن اصبحت المسيحية دين الدولة الرومانية فى القرن الرابع الميلادى ليبدأ اول خلاف و إنقسام يحدث بين الارثوذكس و الكاثوليك لتستمر سلسله الحروب و الفتن الطائفية بإسم المسيحيه تخللته حروب و عمليات إبادة لملايين الأبرياء بصور تفوق الوصف و تأكل الأخضر و اليابس على مدار التاريخ الأوربى .
ولم تكن أوربا حقر على إرهاب الإقِتتال الطائفى المسيحى ولكن ايضا كانت مصرأحد مَسَارحها فالمذابح الطائفية فى العصر الرومانى (البيزنطى) حيث كان الرومان على المذهب الخلقدونى فتسبب ذلك بإضهاط من يدين من أهل مصر بالمسيحية اللذين كانو على المذهب اللاحلقدونى المونوفيزيتى (اليعقوبى) , فكان ذلك سببً فى اضطهادهم من الإمبراطوريه الرومانية , حيث حاول الروم فرض مذهبهم على جميع الرعايا , فنفر منهم المسيحيين اليعاقبة , وفضلو بعد ذلك الهيمنة الإسلامية كونها تضمن لهم حرية المعتقد , ومما أدى تباعا إلى إعتناق الكثير من المصريين من المسيحيين و اليهود و الوثنيين الإسلام , و يصور لنا الإستاذ يعقوب نخلة فترة الإضطهاد الرومانى الطائفى لليعقوبين المصريين فيقول (جاء فى بعض التواريخ أنه قتل فى يوم واحد من الأقباط بمدينة الإسكندرية مائتا الف نفس و إن كان هذا لا يخلو من المبالغة فى القول و المغالاة فى النقل إلا أنه يدل على شدة اضطرام نار الفتنة و ربما كان هذا عدد جميع الذين قتلوا من الإقباط فى كل أنحاء مصر ......وهو عدد ليس بقليل) (انتهى النقل).
لقد كانت الحروب الطائفية المسيحيه شنيعه , لقد وصل حد الإرهاب للقتل على الهوية فى فرنسا حيث كان الكاثوليكى يذبح البروتستانتى أو العكس
يقول المؤرخ الفرنسى (فرناند بروديل) أنه يخشى فى نهاية حياته أن تعود الحرب المذهبية إلى فرنسا ,, حيث كانت هذه ذكرى مرعبه لآى فرنسى لمجرد ذكرها تخفق القلوب , حتى انه حتى اليوم عندما يختلف السياسيين فى فرنسا و يحتدم النقاش يقولون لبعضهم البعض (لا نريد أن نجعل من هذه القصة حربا مذهبية).
و من العجيب أن هذه الاحداث الدامية الطائفية كان يصفق لها الباباوات و يدعموها مثلما صفق بابا روما (غريغورى الثالث عشر) لمجازر (سانت بارتيليمى 1572) الفرنسيه الشهيرة و إعتبرها (إنتصار الإيمان الصحيح على الكفر و الزندقة)
ومن العجيب الغريب المستغرب إن هذه الخلافات الطائفية أصلها (ماهيه السيد المسيح) هل هو إله أم ابن الله أم روح الله , مع تنظيرات تفصيلية معقدة جدا و مملة و حتى مضحكة احيانا حيث تذكرك بعبيط القرية عندما يسئل متى ستطرح شجرة الموز بلح
إن العنف و الإرهاب فى المسيحيه لم يكن فقط ضد بعضهم البعض ولكن كان ضد البشرية جمعاء و خاصتا المسلمين و هنا نذكر بعض الامثله بإختصار
- الحروب الصليبيه
- محاكم التفتيش
- مجازر الاسبان فى مملكة سولو و مانيلا الإسلامية
- الحرب العالمية الأولى و الثانية
- القاء القنابل الذرية على اليابان رغم إنتهاء الحرب
- قتل على أقل تقدير 30 مليون هندى أحمر
- استبعاد الأفارقه و عملهم بالسخره فى الأمريكتين
- قتل 2 مليون جزائرى على يد الفرنسيين
- الحرب على افغانستان من قبل الروس و مجازرها
- الحرب على افغانستان من امريكا و مجازرها
- الإحتلال الإستعمارى الإوربى الصليبى للشرق الأوسط الإسلامى و أفريقيا و الهند و بعض أجزاء الصين لسرقة مواردها فى العصر الحديث
- التنصير الجبرى فى بلغاريا فى العهد الشيوعى
- المجاز الشيوعية الروسية ضدد مسلمين القوقاز
هل كان كل هذا من فراغ ام عقيدة متأصل فيها سفك الدماء بأسم الدين ؟؟؟
(ومَلعونٌ مَنْ يَمنَعُ سَيفَهُ عَنِ الدَّمِ) (إرميا 48 : 10 )
(قالَ الرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ: على كُلِّ واحدٍ مِنكُم أنْ يحمِلَ سيفَه ويَطوفَ المَحلَّةِ مِنْ بابٍ إلى بابٍ ويَقتُلَ أخاهُ وصديقَه وجارَهُ) ( خروج 32 : 27)
(فقالَ الرّبُّ لموسى: خذْ معَكَ جميعَ رُؤساءِ الشَّعبِ واَصلُبْهُم في الشَّمسِ أمامَ الرّبِّ، فتَنصَرِفَ شِدَّةُ غضَبِ الرّبِّ عَن بَني إِسرائيلَ فقالَ موسى لقُضاةِ بَني إِسرائيلَ: ليَقتُلْ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم أيُا مِنْ قومِهِ تعَلَّقَ ببَعْلِ فَغورَ) ( عدد 25 : 4-5)
( فإذا اَستَسلَمَت وفتَحَت لكُم أبوابَها، فجميعُ سُكَّانِها يكونونَ لكُم تَحتَ الجزيةِ ويخدِمونكُم. وإنْ لم تُسالِمْكُم، بل حارَبَتكُم فحاصَرتُموها فأسلَمَها الرّبُّ إلهُكُم إلى أيديكُم، فاَضْرِبوا كُلَ ذكَرٍ فيها بِحَدِّ السَّيفِ. وأمَّا النِّساءُ والأطفالُ والبَهائِمُ وجميعُ ما في المدينةِ مِنْ غَنيمةٍ، فاَغْنَموها لأنْفُسِكُم وتمَتَّعوا بِغَنيمةِ أعدائِكُمُ التي أعطاكُمُ الرّبُّ إلهُكُم. هكذا تفعَلونَ بجميعِ المُدُنِ البعيدةِ مِنكُم جدُا، التي لا تخصُّ هؤلاءِ الأُمَمَ هُنا. وأمَّا مُدُنُ هؤلاءِ الأُمَمِ التي يُعطيها لكُمُ الرّبُّ إلهُكُم مُلْكًا، فلا تُبقوا أحدًا مِنها حيُا بل تُحَلِّلونَ إبادَتَهُم، وهُمُ الحِثِّيّونَ والأموريُّونَ والكنعانِيُّونَ والفِرِّزيُّونَ والحوِّيُّونَ واليَبوسيُّونَ، كما أمركُمُ الرّبُّ إلهُكُم) ( تثنية 20: 11- 17 )
(فالآنَ اَقْتُلوا كُلَ ذَكَرٍ مِنَ الأطفالِ وكُلَ اَمرأةٍ ضاجعَت رَجلاً، وأمَّا الإناثُ مِنَ الأطفالِ والنِّساءِ اللَّواتي لم يُضاجعْنَ رَجلاً فاَسْتَبقوهُنَّ لكُم.) ( عدد 31 : 17-18 )
( لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا ) ( متى 10 : 34- )
(وكلَّمَ الآخرينَ فسمِعتُهُ يقولُ: إِذهَبوا في المدينةِ وراءَهُ واَضربوا. لا تُشفِقوا ولا تَعفوا. اقتلوا الشُّيوخ والشُّبَّانَ والشَّاباتِ والأطفالَ والنِّساءَ حتى الفناءِ ) ( حزقيال 9 : 5-6 )
- و الغريب هنا عندما تتحدث عن هذه النصوص يقول النصارى هناك اشنع منها ولكنه العهد القديم و ليس الإنجيل إلا إنجيل (متى) , و عند سؤاله اذا انت غير مؤمن به : يرد بطبع مؤمن وهو مصدر تعليمى !!!!
و يبدأ اللف و الدوارن هل هو كلام الله فيرد : كل الكتب كلام الرب لأن الخلق كله من الرب
فرآيى لقد صدق فعلا هو مصدر تعليمى للإرهاب و سفك الدماء
لقد انهكت البشرية بالارهاب المسيحى الذى بدأ منذ صعود سيدنا عيسى المسيح إلى السماء و تحريف الإنجيل إلى يومنا هذا
ليقف بعدها مثقفين العرب ينهقون عن الغرب و حضارته وثقافته و التقدم لم يأتى إلا من خلاله بكل بجاحه و قباحه و بدون خجل من ماضيهم و حاضرهم الدموى و العنصرى
و يتأتى بعد كل ذلك حمار ليقول إن من يدافع عن أرضه و عرضه و دينه إرهابى و إن الإسلام دين إرهاب
السؤال الهام الذى لا أجد له إجابة أو إنتباه لماذا المسلم آياً كان عرقه أو دولته فدفاعه عن نفسه و أطفاله و عقيدته و أرضه يسمى إرهاب أمَّا إرهاب نصارى أمريكا بقتل نصف مليون عراقى آياً كان من مؤيد أو معارض يسمى (الهجوم الأمريكى , الإحتلال الأمريكى , رد الفعل الأمريكى) يأتى لك بألف مسمى ليس منها إرهاب !!! رغم من قام بذلك نصارى على رأسهم إنجليين متعصبين !!!!
.....يبارك قساوسة الروس الصواريخ الموجه لقلوب أطفال سوريا و يسمى ذلك بمائة مسمى ليس منها إرهاب
هذا كمثال و ليس للحصر , و الله إن الحق دائما لمُهَاجْم و الله إن الحق لهو الإسلام و إن دين الله لمنصور ((رفعت الأقلام و جفت الصحف)).
(تم)
1- الحوار المتمدن العدد 3886: الصراعات الدينيه و الحروب الدموية فى اوربا , طلعت خيرى
2- مقال : الطوائف المسيحيه و تاريخها الدامى , عشتار جرجيس
3- مقال : كيف دمرت الحروب الطائفية اوربا
4- مقال : فرنسا , عبدالقوى الصلح
5- مقال : مجزرة سانت بارتيليمى الفرنسية و مافيات الطائفية , ضياء الموسوى
6- ويكيبيديا , مذبحة سان بارتيليمى
7- تاريخ الأمة القبطية , يعقوب نخلة